اندثار لغة الأطفال العرب في الغربة.. من يتحمل المسوؤلية؟

يعاني المغتربون العرب في الدول الناطقة بلغة غير عربية من مخاطر تتهدد اللغة الأم لأطفالهم جراء اندماجهم في بيئات أجنبية تجبرهم على تعلم لغة غريبة وممارستها في سائر أمورهم الحياتية.

ويرى أولياء أمور أن اللغة الأم “تتبخر” من ألسنة أطفالهم لعدم وجود متحدثين بها سوى في البيت الذي يقضون فيه ساعات قليلة بالمقارنة مع الوقت الطويل الذي يقضونه في المدرسة وبرفقة زملائهم الأجانب في مناطق سكناهم وخلال لعبهم ورحلاتهم وسائر الأماكن التي يتوجهون إليها. 

ويقول أولياء الأمور أن أطفالهم وبعد دخولهم المدارس غير العربية يتحولون شيئا فشيئا للحديث بلغة أخرى داخل المنزل وتبدأ الكلمات العربية التي تعلموها في بيوتهم تصبح غريبة عليهم وصعبة النطق فيما قال بعضهم إن إطفالهم لا يفهمون الكلمات العربية بعد عدة سنوات من اندماجهم في البيئات الغربية.

أحد الآباء يقول إن طفليه ولدا في ألمانيا ومنذ اليوم الأول لاندماجهم في المجتمع مع الأطفال لم يسمعا سوى القليل من الكلمات العربية في المنزل وكان الحديث أغلب الوقت باللغة الألمانية.

وأوضح أن ابنه وابنته في الصف الثاني والأول الابتدائي لا يحسنان الحديث باللغة العربية مطلقا ومخارج الحروف لديهما بالغة السوء لدرجة أن ابنه إذا أراد الترحيب بأصدقائي باللغة العربية يقول “مارهابا” (مرحبا).

وأضاف: “ابنتي هي الأخرى لا تحسن الحديث باللغة العربية ووضعها أكثر سوءا من شقيقها وهي لا تستطيع التكلم بالعربية بالمطلق على الرغم من أننا لو تحدثنا معها بالعربية تفهم ما نقول لكنها لا تحسن استخدامها”.

ويلقي سموح باللوم على نفسه وزوجته لوصول أطفاله إلى هذه المرحلة من الضعف باللغة العربية ويقول: “نتحمل المسؤولية الكاملة عن ضياع لغتهم العربية بسبب أننا في المنزل لا نتحدث بها مطلقا وإذا ما حصل وتحدثنا بالعربية فنحن لا نبذل الجهد اللازم ليكون حديثا ذا جدوى للأطفال بل مجرد حديث عابر”. 

ويشير إلى أن أحد أسباب تدني مستوى أبنائه في اللغة العربية هو البعد المكاني عن المناطق التي يقطنها العرب في ألمانيا لافتا إلى أنه يسكن في منطقة ريفية هو الشخص العربي الوحيد الذي يقطنها مقابل آلاف الألمان”.

لكن على الجانب الآخر يقول أحد الآباء والذي يقطن في تركيا إن أطفاله وعلى الرغم من اختلاطهم بالأطفال الأتراك وتعلمهم لغتهم وقبل ذلك إقامته في بريطانيا إلا أنه ما زال يحافظ على لغتهم العربية بسبب استمرار متابعتهم داخل المنزل.

وقال معروف: “وضعت الأطفال في مركز الكتروني لتعليم القران الكريم وهذا الأمر ساعدهم كثيرا على استمرار الحديث باللغة الفصحى في بيئة لا تتحدث العربية بالمطلق”.

وشدد على ضرورة أن يكون هناك احتكاك دوري باللغة يتم خلاله متابعة تفاصيل التعلم من أجل ترسيخ كيفية قراءة و كتابة العربية في عقولهم.

أشار إلى أن الأطفال في السنوات الأولى من العمر لديهم القدرة على اكتساب أكثر من لغة واهتمام الوالدين بلغة المجتمع الأجنية التي يستمع لها الأطفال بشكل أكبر من لغتهم الأم يهدد الأخيرة بالضعف والضياع في سنوات لاحقة حين يزيد الاحتكاك مع الأطفال الآخرين في المدارس.

المزيد

Uncategorized

وضعية اللغة العربية الحرجة

محمد بودويك توجد اللغة العربية –اليوم- في وضعية حرجة ومحرجة. توجد في المابين، فلا هي في المقدمة، ولا هي في المؤخرة، لا هي في العيوق